
تجميد البويضات
September 05, 2024يسمح تجميد البويضات للمرأة بتأجيل الأمومة والحفاظ على خصوبتها.
هذه مقابلة عن موضوع تجميد البويضات، أجرتها الصحافية غادة عون مع الدكتورة جيسيكا عازوري:
الأمومة حق، ومن حقي حفظه
بعبارة واحدة تحدثت لورا البالغة من العمر 39 عاماً عن تجربتها حول تقنية "تجميد البويضات". خطوة تحمي مستقبلها وتعطيها فرصة "الأمومة" ولو بعد حين من دون أنّ "يفوتها القطار المجتمعي". بصراحة، تروي لورا قيامها بتجميد بويضاتها، مبررةً السبب: "لست متزوجة أو مصاحبة، والوضع الاقتصادي السيئ بلبنان ما بيسمح بالزواج، والعمر لقدام".
لورا واحدة من النساء اللواتي يخفن من عدم حضن أطفالهن بين أيديهن، فاستفدن من تطور الطب، وتجاوزن مصاعب تكوين أسرة بحلّ مؤقت. وفي الوقت التي سابقت فيه لورا الزمن، اتخذت سابين، متزوجة منذ عام 2019، وتبلغ 35 عاماً، قرار تجميد البويضات بسبب الأوضاع الاقتصادية في لبنان. وتختصر مشوارها قائلة: "في قدرة مالية بس في خوف من المستقبل، الوضع بالبلد كرماله لورا، نحن مش عارفين شو نعمل، فقررت مع زوجي نأجل فكرة الولاد حتى يحلّ نوع من الاستقرار أو نحن نستقر بشي بلد". وتضيف: "لهيك عملت تجميد بويضات من 9 أشهر".
تحصر لورا وسابين صعوبات تجميد البويضات بالقدرة المادية المرتفعة وآلام خفيفة بعد العملية، تزول خلال أيام، ولا تتخطى أعراضها النفخة وانزعاج في المعدة.
الأمومة متاحة لمن يملك المال!
تنفي الدكتورة جيسيكا عازوري، مستشارة عقم وأطفال أنابيب، ارتباط الوضع الاقتصادي بتقنية تجميد البويضات، نظراً إلى كلفتها المادية المرتفعة التي تصل إلى ألفي دولار. واعتبرت أنّ تقنية تجميد البويضات تشكل فرصة للنساء، بعيداً عن آثار العمر وما يرافقه من تدني الخصوبة عند المرأة بشكل عام.
في طريق البحث عن الأمومة المؤجلة، توضح عازوري حالات اللجوء إلى تجميد البويضات عند النساء، وهي: الحالة الأولى: إجبارية، وتعرف بــMedical egg-freezing، وترتبط بإصابة المرأة بالسرطان، فيتم إجراؤها قبل البدء بالعلاج الكيميائي، الذي يؤثر على المبايض. أما الحالة الثانية، فتسمى بـ Social egg freezing، وهي تتعلق بعمر المرأة وتأثيره على نوعية البويضة. وفي الحالة الأخيرة، تلجأ إليها الفتاة نتيجة معاناتها من نقص في مخزون المبيض.
كيف تتم عملية تجميد البويضات؟
يتوجب على المريضة أنّ تمر بمرحلتين أساسيتين: تبدأ الخطوة الأولى عبر فحص مخزون المبيض (AMH) للتأكد من أنه كافٍ لعملية التجميد، لتخضع بعدها لعلاج تحريض الإباضة من خلال حقن يومية لتكبير البويضات، وتتم مراقبتها كي تصبح بالحجم المطلوب. أما الخطوة الثانية، فتتمثل بسحب البويضات و فحصها بالمختبر، وهي عملية غير مؤلمة تتطلب بين دقيقة إلى 10 دقائق. وبعد عملية السحب، يتم تجميد البويضات في سائل معين وتحفظ في المختبر مقابل اشتراك مادي، يصل إلى 240$ سنوياً. وتبقى هذه البويضات على قيد الحياة مدى العمر شرط تجديد تكاليف التجميد. وعن تداعياتها، تصفها عازوري بالمشابهة لأوجاع العادة الشهرية وتستمر لمدة يومين فقط.
سين جيم: حقك بالأمومة!
يدور في أذهاننا مخاوف متنوعة بين الضرر والمضاعفات الجسدية، غير أنّ عازوري بددتها بالإجابة عن أكثر الأسئلة الشائعة التي تدور في ذهن كل فتاة، وتتمحور بالنقاط التالية:
يعدّ عمر 32 عاماً أفضل عمر للقيام بتجميد البويضات.
مهما طالت مدة تجميد البويضات، تحافظ البويضات على نوعيتها حين اجريت عملية التجميد.
لا تؤثر العملية على غشاء البكارة عند الفتاة العذراء، وفي حال تم المس بها، يتم إعادة ترميمه.
إن عملية سحب البويضات لا تؤثر أبدا على المخزون.
لا تزيد حقن الهرمونات من خطر الاصابة بمرض السرطان.
بين الألم والأمل، تدفع النساء ضريبة عيشهن ببلد اللا إستقرار تارةً أو تجربة صحية تارةً أخرى، وفي كلا الحالتين، يبقى التطور الطبي السبيل لتكوين جنين في رحمها.
الصحافية غادة عون