
الإجهاض المتكرر: الأسباب والعلاج
August 12, 2025إن تجربة فقدان الحمل هي تجربة محزنة لأي زوجين، ولكن عندما يحدث ذلك أكثر من مرة، فإن العبء العاطفي قد يصبح ساحقًا. بالنسبة لأولئك الذين واجهوا عدة حالات من الإجهاض، فإن الطريق لفهم سبب حدوث ذلك يمكن أن يكون مليئًا بالحيرة والإحباط. بينما يمكن أن تسهم العديد من العوامل في فقدان الحمل، فإن أحد الأسباب الرئيسية والأكثر شيوعًا هو التشوهات الكروموسومية في الجنين.
ما هو فقدان الحمل المتكرر؟
يُعرف فقدان الحمل المتكرر عادةً بحدوث إجهاضين أو أكثر بشكل متتابع. يؤثر ذلك على عدد كبير من الأزواج، على الرغم من أن الإحصاءات الدقيقة قد تختلف اعتمادًا على عوامل متنوعة مثل العمر، والحالة الصحية، ونمط الحياة. بالنسبة للكثير من الأزواج، يُعتبر الإجهاض حدثًا معزولًا، ولكن بالنسبة للآخرين، يصبح تجربة متكررة ومؤلمة.
دور التشوهات الكروموسومية
أحد الأسباب الرئيسية لفقدان الحمل، خاصة في حالات الإجهاض المتكرر، هو التشوهات الكروموسومية في الجنين.. ففي بعض الأحيان يمكن أن يتطور الجنين بعدد غير صحيح من الكروموسومات أو مع كروموسومات معيبة. قد تحدث هذه التشوهات أثناء تكوين البويضات أو الحيوانات المنوية، وعندما تتحد هذه الخلايا المعيبة لتشكيل الجنين، تكون النتيجة غالبًا جنينًا به تشوهات كروموسومية لا يمكنه التطور إلى حمل صحي. أظهرت الأبحاث أن التشوهات الكروموسومية مسؤولة عن ما يصل إلى 50٪ من حالات الإجهاض في الثلث الأول من الحمل وتلعب دورًا مهمًا في فقدان الحمل المتكرر.
تحدث معظم هذه المشاكل الكروموسومية بشكل عشوائي وليست ناتجة عن أي شيء فعله الزوجان.
أسباب أخرى لفقدان الحمل المتكرر
بينما تعد التشوهات الكروموسومية من الأسباب الرئيسية لفقدان الحمل، هناك عوامل أخرى يمكن أن تزيد من خطر حدوث الإجهاض المتكرر. وتشمل هذه:
-
مشاكل في الرحم
يمكن أن تسهم المشكلات الهيكلية في الرحم في فقدان الحمل. قد تؤثر حالات مثل الأورام الليفية أو الزوائد اللحمية أو الرحم المقسوم (حالة يتم فيها تقسيم الرحم إلى قسمين بواسطة جدار من الأنسجة) على زرع الجنين أو تؤثر على إمدادات الدم للجنين النامي. في بعض الحالات، يمكن أن تساعد التدخلات الجراحية في تصحيح هذه المشاكل وتحسين فرص الحمل الناجح.
-
مشاكل في الجهاز المناعي
يمكن أن تلعب بعض اضطرابات الجهاز المناعي دورًا في الإجهاض المتكرر. أحد هذه الحالات هو متلازمة مضادات حيث ينتج الجهاز المناعي أجسامًا مضادة يمكن أن تسبب جلطات دموية، مما قد يعيق تدفق الدم إلى المشيمة ويؤدي إلى فقدان الحمل. بالإضافة إلى ذلك، قد تزيد اضطرابات المناعة الذاتية مثل الذئبة من خطر الإجهاض. يمكن أن يساعد العلاج المناسب لهذه الحالات في تقليل خطر فقدان الحمل المستقبلي.
-
مشاكل التجلط
يمكن لبعض اضطرابات التجلط أن تمنع تدفق الدم بشكل صحيح إلى المشيمة، مما يؤدي إلى الإجهاض. يمكن أن تتسبب التخثر الوراثي أو اضطرابات تجلط الدم مثل طفرة العامل الخامس لايدن أو طفرة جين البروثرومبين في حدوث تجلط غير طبيعي للدم، مما يؤدي إلى مضاعفات أثناء الحمل. قد يتم وصف أدوية مسيلة للدم مثل الهيبارين أو الأسبرين لإدارة هذه الحالات وتحسين نتائج الحمل.
-
تكسر الحمض النووي للحيوانات المنوية
لقد ثبت أن تكسرالحمض النووي للحيوانات المنوية تلعب دورًا في فقدان الحمل المبكر. إذا تبين أن تجزئة الحمض النووي للحيوانات المنوية هي السبب وراء فقدان الحمل المتكرر، فإن تغييرات في نمط الحياة وبعض الفيتامينات يمكن أن تساعد في تقليل مؤشر تجزئة الحمض النووي للحيوانات المنوية. بالنسبة للأزواج الذين يخضعون لأطفال الأنابيب، يمكن أن تساعد تقنية الميكروفلويديك الجديدة في فصل الحيوانات المنوية الطبيعية عن الحيوانات المنوية ذات التجزئة العالية في الحمض النووي. تتوفر هذه التقنية في مركز عازوري لأطفال الأنابيب.
الإجهاض ليس خطأك
بالنسبة للعديد من النساء اللواتي يعانين من الإجهاض المتكرر، فإن شعور الذنب واتهام النفس يمكن أن يكون ساحقًا. من المهم أن نتذكر أن التشوهات الكروموسومية هي عادةً حدث عشوائي وليست شيئًا يمكنك التحكم فيه. تحدث الغالبية العظمى من هذه المشاكل في المراحل المبكرة جدًا من التطور، ولا يوجد الكثير مما يمكنك فعله لمنعها.
ماذا عليك أن تفعلي؟
إذا كنت تعانين من فقدان الحمل المتكرر، اعلمي أنك لست وحدك. يمكنك اللجوء إلى مركز عازوري. ففريقنا الطبي ذو خبرة عالية بهذه الحالة ويمكنه مساعدتك في تحديد سبب فقدان الحمل المتكرر وتقديم العلاج المناسب لمساعدتك في تحقيق حلمك في بناء عائلة.